إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الخميس، 19 سبتمبر 2013

أقذر أسلحة الحروب


أسلحتها عديدة ... نتائجها كارثية ...دمارها يطال البشر والحجر ...هي مصدر خراب البشرية...والسبب في اعاقة ويتم و موت ملايين البشر... تكلفتها النفسية والمادية باهظة... انها الحرب التي لجأ اليها الناس منذ القدم واستخدموا فيها وسائل متعددة رغبة منهم في السيطرة والتملك والتوسع.
انها كلمة مرادفة للدمار ... للكوارث البشرية و المادية...واذا كان بالامكان اعادة اعمار الدول بعد الحروب من بنى وطرقات وغيرها بواسطة تبرعات الدول الاخرى ، الا انه من المستحيل اعادة بناء النفس البشرية التي تكسرها الحروب وتترك فيها جروح من الصعب ان تندمل ..
في الحروب ، تصبح المحرمات مباحة ، خاصة من قبل المليشيات التي ترتكب ما لا يتوقعه عقل ولا يقدم عليه اعتى الوحوش ، فالقتل بدم بارد والنهب والتعذيب تصبح امور عادية بالنسبة لهم...لا انسانية ... لا رحمة ولا شيء يوقفهم عند حدود ، الا ان ابشع ما يمكن ان يتم ارتكابه هو الاغتصاب ... ذلك السلاح الفتاك اكثر من القذائف والمدافع.
تقدم الميليشيات المسلحة في الحروب على اغتصاب النساء لأسباب عديده منها لتفريغ الكبت الجنسي لديها ومنها لترهيب النساء ورجالهم واطفالهم ،وفي جميع الحالات فان ارتكاب هذه الجريمة اصعب واقسى والعن بالاف المرات من قتل الضحية ومن يراها من عائلتها.
فكم من نساء تحصن في بيوتهن اثناء القتال ثم وجدن الابواب تكسر فوق رؤوسهن وقام بعض الوحوش باغتصابهن ...وكم من نساء اردن الهرب من ويلات الحروب والقذائف والصواريخ ، اردن ان ينجين بانفسهن من واقع لا يد لهن فيه فوقعن ضحية الاغتصاب في الشوارع وعلى الحواجز وفي كل زاوية قد يعتبرنهن امنة ... والكارثة الاكبر عندما يتناوب عدة وحوش على اغتصاب ضحية عندها تشعر المغتصبة بانها ماتت في الثانية الاف المرات .
واليوم تصل اخبار بشكل مخيف عن تعرض فتيات سوريات الى الاغتصاب على ايدي ميليشيات تدعي انها تحارب من اجل الدين الا انها تقوم بافعال ابعد ما تكون عن الدين... الاخبار لا تصل فقط بالصوت بل ان هناك اشرطة فيديو لوحوش قاموا باغتصاب فتيات وتصويرهن والتباهي بفعلتهم ..
الحكايات الواردة من سوريا كثيرة ...حكايات تقشعر لها الأبدان وتدمع لها الأعين ...حكايات يعجز التاريخ عن محيها ...لأشخاص في الشكل وحوش في الداخل...لأشخاص لا قيم لا دين لا رحمة لديهم... لـ"حيوانات" في شكل أناس لا بل الحيوانات ترحم أكثر منهم ...

تقارير عديدة وردت عن الحالات المأساوية التي تعيشها السوريات... ومن لم يتعرضن منهن للإغتصاب فاحتمال وقوعها فريسة بين فكين الوحوش كبيرة جدا ...
...هي أرادت أن تهرّب ابنائها من القصف بعد أن قتل زوجها وأحد ابنائها فحملت صغيرها ومسكت بيد الآخر وبدأت تركض علّها تنجو بمن تبقى لها من العائلة فاذا به يوقفها ويطلب منها أن تسلمه نفسها وتستسلم لوحشيته أو انه سيقوم باغتصابها بالقوة ...تبكي تسقط على قدميه تطلب منه أن يرحمها ..تحلفه باغلى ما عنده ...تذكره بوالدته وأخوته...لا يأبه..الشهوة غلغلت به...وعندما تعجز عن منعه تطلب منه أن يرحمها ولا يغتصبها أمام أبنائها... وهي الاخرى تريد أن تؤمن لقمة خبز لوالدتها ووالدها المريضين تذهب لشراء رغيف عله ينشل أهلها من الجوع المضني فيمسك بيدها أحد رجال الميليشيا ويبدأ باغتصابها وهي تصرخ طالبة النجدة من زملائه لكن من طلبت منهم النجدة بدأوا يتناوبون على اغتصابها.

إحدى الروايات تقول ان الوحوش بدأوا يتناوبون على اغتصاب فتاة الواحد تلو الآخر وعندما وصل دور الاغتصابإ أحد الوحوش رأى أن المغتصبة تكون أخته ، بدأ بالصراخ ولم يتماسك نفسه ، فحمل الرشاش وبدأ باطلاق النار فقتل جميع زملائه وأخته ..
الأمر لا يتقصر على سوريا ، فالتاريخ يشير إلى عمليات اغتصاب في جميع الحروب في رواندا وبروندي في الكونغو الديمقراطية في مصر والعراق الخ...
الدمار يمكن تحمله... الجوع ممكن تحمله...الخوف ممكن تحمله...لكن الاغتصاب لا يمكن تقبله أو تحمله أو الشفاء من جروحه النفسية والمادية.

في الماضي اجتمعت الدول من أجل منع استخدام انواع كثيرة من الاسلحة في الحروب ، كالألغام الأرضية والأسلحة العنقودية وتوصلت الى اتفاق لمنعها ، لكنها حتى اليوم تعجز عن اتخاذ تدابير حازمة وجازمة لمنع استخدام هذا السلاح الفتاك الذي يقضي على أجيال بالقضاء على أهم عنصر في المجتمع.

حتى الآن فشلت المحاكم الدولية في مقاضاة المغتصبين بارتكابهم جرائم حرب . فعلى الرغم من شهود عيان على ارتكاب جرائم الاغتصاب في الحرب العالمية الثانية حيث ارتكب النازيون أبشع انواع الإغتصاب إلا أن محكمة نورنبيرغ فشلت في توجيه الاتهام لهم . كما انه لم يتم ادانة ضباط يابانيين في محكمة جرائم الحرب التي موقعها طوكيو لفشلهم منع الاغتصاب في ما عرف بـ"اغتصاب نانكينغ" .
ولم يعتبر الاغتصاب جريمة من جرائم الإبادة الجماعية إلا في العام 1988 وهو قرار تاريخي للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا.
وبقي العالم ينتظر صدور قرار دولي يدين الاغتصاب ، وقد بقي منتظرا حتى العام 2002 وبالتحديد حتى شهر تموز ففي هذا الشهر صادقت 60 دولة على ما عرف بتشريع روما والذي ادى الى انشاء المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي في دولة هولندا ، وفي تلك الوثيقة تم الاعتراف بان الاغتصاب يمثل جريمة حرب كذلك جريمة ضد الإنسانية بالاضافة الى اعتبارها جريمة إبادة جماعية.

يبقى ان الاغتصاب اقذر انواع الاسلحة التي يلجأ إليها في الحروب ، سواء كان السبب من ورائه الترهيب أو كان الكبت الجنسي والنفسية الوحشية لمرتكبي الاغتصاب...
سيبقى العالم يعاني من وجود "حيوانات" في هيئة انسان وستبقى الحروب أحدى المنافذ الأساسية لتفريغ تلك الوحشية

شارك الموضوع على الفيس بوك

من فضلك ضع تعليقك عن الموضوع هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اعلان الموقع ربح المال بطريقة سريعة

 
Carpet Stair Treads